حيـاتنا قـيـم : القيم الاجتماعية
الحض على طعام المسكين
عن عبد الله بن سلام أن أول ما سمعه من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حين قدم إلى المدينة قوله " أيها الناس افشوا السلام و أطعموا الطعام و صلوا بالليل و الناس نيام تدخلوا الجنة بسلام ".
مقال
تجارب
مخطط
قصة
الحض على طعام المسكين
الحض على طعام المسكين
* إن أول آيات نزلت من القرآن الكريم هي سورة العلق أما أول سورة نزلت كاملة فهي سورة المدثر و فيها هذا الموقف:
(كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ * إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ * فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءلُونَ * عَنِ الْمُجْرِمِينَ * مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ * وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ * وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ )
* سورة القلم أيضا من أول خمس سور نزلت بمكة و فيها قصة أصحاب الجنة الذين أرادوا حرمان المساكين من نصيبهم من الطعام الخارج من جنة أبيهم , ( فَانطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ * أَن لَّا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُم مِّسْكِينٌ ).
فماذا كان عاقبتهم عندما منعوا إطعام المساكين ، (فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ * بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ * قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ * قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ * فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ عدم الاستطاعة ، لكن لا يسقط بحال من الأحوال المشاركة في إطعامه بأسلوب الدعوة و الحث و الترغيب أو ما يسمى " بالحض على طعام المسكين ".
لننظر إلى سورة الحاقة و الكلام فيها لن يكون عن الإطعام في حد ذاته بل سيكون عن الحض على إطعام المسكين ، (وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيهْ * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيهْ * يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ * مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ ).
ثم يكون الحكم عليه ، (خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ ).
أما حيثيات الحكم و أسبابه من الجرائم ، (إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ * وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ * فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ * وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ * لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِؤُونَ ).
إذن فقد اقترن الإيمان بالله العظيم .
و يقول الشيخ محمد عبده في هذه الآية " لم يكتفي بالإطعام فيقول و لم تطعموا المسكين ليصرح بأن أفراد الأمة متكافلون بهذا الأمر"
* لكن هل تصدق أن هناك من يكذب بالدين , غالب من طرح عليهم هذا السؤال أجابوا بالنفي و لأنه أمر مستبعد فقد صدر به الله صدر سورة الماعون متسائلا: (أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ )
أي هل رأيت أحدا يكذب بالدين ؟؟؟ لا... هذا غير ممكن مستحيل و لكن الله يبين لنا صفات من يكذب بالدين : ( فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ * وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ).
فإياك يا أخي أن تكون ممن يكذب بالدين بتركك الحض على طعام المسكين .
* و كما كان الأمر في أول السور و الآيات نزولا بمكة في الحث على عمل الخير عامة و إطعام المسكين خاصة كانت أولى الكلمات النبوية في المدينة.