حيـاتنا قـيـم : القيم الجمالية
البشاشة والابتسام
إن البشاشة ... سرور يظهر في الوجه يدل على ما في القلب من حب اللقاء ، وفرح بالمقابلة ، وجه مبتسم وجه طليق ،أما الوجوه الكالحة المتخصصة لأخذ الخواطر
مقال
تجارب
مخطط
البِشر والبشاشة وطلاقة الوجه
البِشر والبشاشة وطلاقة الوجه
وصف الله سبحانه وتعالى وجوه المؤمنين في الجنة فقال : " وجوه يومئذٍ ناضرة * إلى ربها ناظرة "
وقال تعالى في وصف حال المؤمنين : " إن الذين ء امنوا وعملوا الصـلحات سيجعل لهم الرحمن ودا "
من معاني هذه الآية أنه ما دام بين المؤمنين مودة ومحبة فهذه شهادة على أنهم مؤمنون ، وما دام يوجد بغضاء وضغينة وحقد بين المؤمنين فهذه شهادة على أنهم مقصرون في إيمانهم وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ((كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ وَإِنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ وَأَنْ تُفْرِغَ مِنْ دَلْوِكَ فِي إِنَاءِ أَخِيكَ)) .
وعَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ قَالَ لِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ((لَا تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ)) .
وعَنْه أيضاً عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ((مَا تَوَطَّنَ رَجُلٌ مُسْلِمٌ الْمَسَاجِدَ لِلصَّلَاةِ وَالذِّكْرِ إِلَّا تَبَشْبَشَ اللَّهُ لَهُ كَمَا يَتَبَشْبَشُ أَهْلُ الْغَائِبِ بِغَائِبِهِمْ إِذَا قَدِمَ عَلَيْهِمْ)) .
يقول الشاعر :
وإني لألقى المرء أعلم أنه عدوٌ وفي أحشائه الضغن كامنُ
فأمنحه بشراً فيرجع قلبُهُ سليماً وقد ماتت لديه الضغائن
وقد قيل المودة طلاقة الوجه والتودد إلى الناس . قال معاذ بن جبل رضي الله عنه : إن المسلمَين إذا التقيا فضحك كل واحد منهما في وجه صاحبه ثم أخذ بيده تحاتت ذنوبهما كتحات ورق الشجر . وقيل البشر يدل على السخاء كما يدل النور على الثمر وقالوا : إذا أردت حسن المعاشرة فالق عدوك وصديقك بالطلاقة ، ووجه الرضا والبشاشة .
إن البشاشة ... سرور يظهر في الوجه يدل على ما في القلب من حب اللقاء ، وفرح بالمقابلة ، وجه مبتسم وجه طليق ،أما الوجوه الكالحة المتخصصة لأخذ الخواطر ، والعياذ بالله التي لا تبتسم أبداً ، فهي مصممة خصيصاً للأحزان ، بينما المؤمن طليق الوجه كأنه البدر ، ومن جميل الخواطر في البشاشة أنها : " شبكة صيد بارعة تصطاد بها القلوب ...فهي تبعث على الارتياح ... والارتياح يدعو إلى الطمأنينة ... والطمأنينة مدعاة إلى الثقة , والثقة تخرج ما في الضمير والوجدان ... وذلك يبعث على اللقاء ...واللقاء رائد الشوق ... والشوق دليل والمودة ...المودة مفتاح المحبة لله وفي الله وهي أعلى درجات المحبة ... وفيها سعادة الدنيا والآخرة .البشاشة قطوفها دانية ... وثمارها يانعة... فهي تبهج النفوس ... وتسر القلوب ... وتشرح الصدور ... وتزيل الهم ... وتجلو الغم ...وتدعو إلى الفرح والمرح , والائتلاف والانسجام …البشاشة ... كأنها إشراقة الشمس , وضياء الصبح , ووضوح النهار ... بها تبدو الوجوه جميلة ... والأسارير مضيئة ... والثغور باسمة ... والملامح مشرقة ... الإنسان البشوش ترتاح إليه النفوس ... وتطمئن إليه القلوب .. وتسكن إليه الجوارح ... وترى صداقته كسباً ومغنما , وعداوته خسراناً ومغرما , يقول الشاعر :
أخو البشر محمود على كل حالة ولن يعدم البغضاء من كان عابساً
البشاشة... تدل على التواضع ... وتشير إلى حسن الخلق ولين الجانب ... وتنفي عن صاحبها الفظاظة والغلظة والجفوة ....البشاشة ...تكاد تنطق وتقول للباحث عن المحبة : ها أنذا ..أقبل ... هلم إلي تالله إنك ِ أيتها البشاشة ما علمت لمغناطيس القلوب ... وأحبولة الأفئدة ... وكنز المودة .. ورمز الأمل .. وعنوان السعادة . مثلك .وبعد هذا . ..فبش وابتسم ...وكن طلق المحيا , وضئ الوجه إن شئت . أو اعبس وتجهم واكفهر , وقطب جبينك كيفما يحلو لك ..فالصداقة الحقة تنفر دوماً من الوجوه الكالحة ..والدنيا لا تبتسم أبداً لعبوس.
تبسمك في وجه أخيك صدقة ،إن التواضع والبشر وطلاقة الوجه ، والتبسم والتفاؤل ، هذه قد تنتهي بهداية الناس ويكون لكَ الأجر على ذلك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ